المهن في الميناء

image3.jpg

يمثّل هذا الرّسم المهن في مدينة المينا المعروفة بـ "مدينة الموج والأفق".

لقد اخترت شكل الموجة لتحديد الاختلافات من أقل المهن تواجدًا في المينا وأكثرها، وهي:

  • الأصفر يرمز إلى السّائقين العموميين

  • الوردي يرمز إلى بائعي القهوة

  • البنفسجي يرمز إلى الباعة المتجولين

  • البرتقالي يرمز إلى الصيادين

  • الأحمر يرمز إلى الدّكاكين (البقالة)

  • الأرجواني يرمز إلى الفرّانين (مخابز)

  • الأخضر يرمز إلى الحدّادين

  • الأزرق يرمز إلى أصحاب المهن الحرّة


لقد كانت هذه المهن من أكثر القطاعات تأثراً خلال فترة الإقفال العام.


أنا متأكدة من أنكم تتساءلون لماذا اخترت التّحدث عن هذا الموضوع! 

في الواقع كنت أفكّر بهذا الموضوع طوال الوقت، فحين كنت أنظر من نافذتي إلى الخارج كل صباح كنت أتساءل كيف أن كل شيء توقّف في غمضة عين! كل ذلك دفعني للبحث عن إجاباتٍ حول ما الذي يمكنني أن أقوم به إذا كنت مكانهم. ولكن بالطبع لا أحد يمكنه إيقاف هذا الوباء. 


لقد تعلّمت مشاركة أفكاري مع عائلتي فعادةً نناقش مسائل تجارتنا معًا ونفكّر كثيرًا في كل خطوة سنقوم بها. 


لا يمكننا أن ننسى أن لبنان كان يشهد ثورةً كبيرةً قبل الكورونا وبالطّبع طرابلس كانت ولازالت دائمًا في الواجهة، فهي ثاني أكبر مدينة في لبنان وهي عاصمة الشّمال التي تقع شرق البحر الأبيض المتوسط.


أما المينا فتقع على حدود طرابلس وهي واحدة من أكثر المدن تنوعًا ديموغرافيًا في لبنان، حيث أنها تحتضن عدّة طوائف. ولا يمكننا وصف ثراء تنوّع سكّان المينا. كما أنها مدينة خدماتية بشكل أساسي مثل معظم المدن الأخرى في لبنان، وقطاع الخدمات هو المصدر الرّئيسي للدّخل في المدينة ويؤمن وظائف لعددٍ كبيرٍ من النّاس. تَكثُر المطاعم والمقاهي على طول شوارع المدينة التي يرتادها السّياح والسّكان المحليين الذين يتردّدون على الكورنيش خلال فترة ما بعد الظهر وفي نهاية الأسبوع. ويُعد أيضًا قطاع صيد الأسماك ثاني أهم قطاع في المدينة، ونتيجة لذلك وبسبب وجود المدينة على البحر، عمل سكّان المدينة في الصّيد منذ آلاف السّنين.


أول محاولة لي كانت معرفة الصّعوبات التي مرّت بها هذه العائلات التي تعيش في هذه الظّروف، وكان من الصّعب تصديق عدد العائلات التي تموت من الجوع قبل الإقفال العام.


لقد رأيت بالفعل الكثير من تبرعات الطّعام والملابس المقدّمة من مجتمعاتٍ مختلفةٍ. وإحدى تلك التّبرعات كانت "حملة دفى" التي جاءت لمساعدة سكّان الشّمال للمرة الأولى وكان من دواعي سروري أن أتطوّع مع زميلي في المينا لأساعد النّاس في تجاوز هذه الفترة العصيبة.

image2.jpeg
image1.jpeg


بدأت في ذلك الوقت التّواصل مع أشخاص مختلفين حيث أن بناء هذه العلاقات الاجتماعية بالنسبة لي هو أفضل ما يمكنه أن يحصل عليه الإنسان، فهو نوع من الدّعم الذي يرافقك في حياتك مهما كانت ظروفك وأهم تقدير يمكن أن تحصل عليه هو سماع شخص يهمس بإسمك في مجموعةٍ صغيرةٍ.

كل ما تريده هو تقديم المساعدة بدون أي مقابل!

والآن بعد حجرٍ قد دام حوالي 3 أشهر وكان عبئًا كبيرًا، أدركت كيف يمكن للحياة أن تنقلك من الثراء إلى الفقر. لم أواجه ظروفًا صعبةً كهذه من قبل.

أول فترة من الإقفال العام كانت صعبة ولكن ليس بشكل كبير كوني عاطلة عن العمل وعادةً ما أبقى في المنزل. كما اعتدت أن أقوم بأمورٍ عديدة من المنزل مثل الرّسم والتّلوين والرّياضة ولعب الشدّة ومشاهدة المسلسلات وقراءة المقالات ومشاهدة الأخبار وتنظيم أشيائي، الخ.

كل هذه الأشياء والأيّام مرّت بسلاسة ولم أشعر بالأسف.

ولكن ماذا لو كنت مكانهم (مكان العامل أو الزّوج)؟ لقد تضررت جميع هذه المهن بشكلٍ كبيرٍ مؤخرًا وأُغلقت لعدة أيام وفقد الكثير من النّاس وظائفهم، والكثير كانوا يسألون أنفسهم يومًا بعد يوم وثانية بعد ثانية "كيف يمكنني تأمين لقمة العيش لعائلتي؟!"

وبالطّبع غياب الدّولة كان أحد الأسباب التي لم تمكّن أحد من البقاء في منزله بل جعلته يقاتل ويعرّض نفسه للخطر من أجل عائلته. عذرًا ولكن هذا هو لبنان!! بالتأكيد لا يمكننا دائمًا إلقاء اللّوم على الحكومة فقط، فنحن أيضًا وآبائنا وأجدادنا كنا سببًا وراء كل هذه الصّعوبات والآن نحن أمام أكبر تحدّي!

سأعيد تنظيم جميع المهن المتضررة من الأقل تضررًا إلى الأكثر تضرراً بعد الإقفال العام:

  • السّائقون العموميون

  • الصّيادون

  • أصحاب المهن الحرّة

  • بائعو القهوة

  • الباعة المتجولون

  • الدّكاكين (البقالة)

  • الفرّانون (المخابز)

  • الحدّادون

على الرّغم من كل الأزمات التي مرّت ولازالت تمر بها البلاد، يبدو أن العامل الرّئيسي للعيش "المال" مفقود! وهذه المرة سنشهد بداية لثورة حقيقية، ولا أحد يمكنه أن يوقفنا.